عدد الرسائل : 116 رقم العضويه : 17 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
موضوع: أتمنى .. 14/1/2008, 2:05 am
فتاة فرنسية أصيبت بمرض فريد عجيب، وغرابته أنها إذا كانت في جلسة ضاحكة مفرحة اعترتها نوبة من الصراخ والبكاء المحزن، وإذا فزعت من شيء ودب الرعب بها ارتسمت الضحكات وآثار السرور على وجهها. وقد احتار الأطباء في هذه الظاهرة ولم يجدوا تفسيرا سوى القول بأن أعصاب هذه الفتاة الإرادية على عكس باقي البشر.
يا ليت كل أبناء البشر مثل تلك الفتاة المعكوسة المنكوسة، ولو كانوا كذلك لصخبت آذاننا فرقعات الضحكات المتواصلة بلا انقطاع، ولذرفنا دموع السرور والحبور على موتانا ومآسينا، ولرقصنا على أشلاء قتلانا ولوزعنا «الشربات» على كل أهل المختطفين والرهائن والمسجونين والمكلومين ومن تسن السكاكين من أجل حز رقابهم، ولأصبح العراق مثل سويسرا وأصبح شط العرب مثل «الكوت دزور» وأصبحت «الفلوجة» مثل أي قرية في «آيسلندا» وأصبح سجن «أبو غريب» مثل أي دار عجزة نموذجي في «السويد».. وأصبحت أي أم فلسطينية مطمئنة على مستقبل أبنائها وأحفادها وتبكي ليل نهار من شدة الفرح.. وبعكسها تماما كل أم نمساوية أو نرويجية أو فنلندية عندما يقطعن القلوب من شدة نواحهن ونحيبهن.
أتمنى لو أن الأمور كلها تنقلب، بل وتتقلب لأن القلبة الواحدة لا تكفيني ولا تشفي غليلي.. أتمنى لو أن القلوب كلها تتقلب، وليس فقط الأعصاب التي تتحكم في الضحك والبكاء أو التي تتقلب على مطارح الحرير أو الوجع.
أتمنى لو أن هذا الركام الطيني الثقيل الجاثم على صدور وعقول بني يعرب، والكاتم على أنفاس تاريخ المسلمين وحاضرهم، ولولا الحياء والخوف لقلت حتى على مستقبلهم.. هذا البلاء الأجوف الجاهل الممتلئ بالجراثيم والتسطيح والتبسيط والتخدير والارتباك وعدم التناسق والتوهان، بل والجنون المتعمد أحيانا.. هذا البلاء الذي حول عظام بعض جماجم المسلمين إلى حديد لا يأكله حتى الصدأ، حديد فولاذ لا يمكن أن يخترقه لا الضوء ولا المنطق، وبالتأكيد ولا العقل أيضا.
ومن كان منكم يهزأ بي ولا يصدقني، فليخض في أسواق أمة محمد، وليدلف في محاكمهم وليتجسس على مجالسهم وليراقب ويسجل ويرصد كل أفعال المؤمنين المتعبدين الخارجين لتوِّهم من المساجد، بعد ان أسرفوا على أنفسهم بالدعاء والتوسل والتضرع والقنوت.
أكثر من أربعة عشر قرنا تجلد ظهور وبطون هؤلاء المسلمين والى الآن لم يتعلموا وإن تألموا، ولم يستفيقوا وان تظاهروا، أبعد هذه الألف واربعمائة سنة، هناك مثلها مستقبل أيضا يا ترى؟! هذا هو والله الرعب الحقيقي حقِّا لو كان كذلك، وأخشى ما أخشاه أن يكون كذلك فعلا.
القرآن أعطاهم كل شيء، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان قدوة، غير أن أكثرهم في كل عصورهم كانوا أشبه بالأكباش، ولكن بدون قرون.
منقول .
عبودى الفاضي ..:: عضو .. جديد ::..
عدد الرسائل : 36 العمر : 33 رقم العضويه : 35 تاريخ التسجيل : 30/12/2007